ميماتي باش مهجول مميز
عدد مساهماتك : 76 تاريخ التسجيل : 03/11/2010
| موضوع: المطلك يندد بالبعث الكافر ويقبل ايادي الايرانين الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 12:13 pm | |
| لم نفاجأ بما حصل من المطلك من تهافت على السلطة والمنافع الشخصية؛ فنحن من خَبِر هذا الرجل، وعرفناه عن قرب، وقد كشفته هذه الأزمة للزعماء السياسيين المخدوعين به والذين ارتضوا التحالف معه بقائمة واحدة، وقبلوا بالتنازل عن قضية المجتثين واختزال المشروع بالدفاع عن المطلك. وللذين لا يعرفون المطلك، أود أن اذكر بان الرجل كان متزوجا بامرأة إيرانية ولم يبلغ القيادة في الحزب بالأمر، ولما وصل الأمر للرئيس الشهيد صدام حسين جمد صالح المطلك على درجته الحزبية، وبقي بدون ترفيع، ألا أن علاقته بقيت متميزة، وكان مستثمرا ماهرا في مجال الزراعة التي قادته إلى الشراكة مع السيدة أم عدي، وليدخل إلى نفوذ العائلة من الشباك. وقد قادته علاقة النسب بالفرس إلى التعاون من مجاهدي خلق، وهي علاقات تمتد إلى العام 1991 حيث كان مسؤولا عن تنسيق الدفاع بين تنظيمات الحزب والمتعاونين من مجاهدي خلق، وقد أوكلت إليه مهمة توفير الغذاء والدواء لمجاهدي خلق، وهو لحد الآن يوصل شحنات الغذاء إليهم، ولم يكن ذلك لسواد عيون العراقيين، وإنما مقابل دعم قناة البابلية التي أصبحت بوقا دعائيا للمطلك. كما قادت علاقة النسب ذاتها السيد المطلك إلى تقبيل يد السيد الكوثرائي ممثل حزب الله في لبنان وضابط الارتباط بين حزب الله والباسيج، وذلك في الأول من شباط الماضي، وكان اللقاء مذلا للغاية، ولم يتمخض عنه مرونة في موضوع رفع الاجتثاث، وكانت الحكومة الإيرانية قد جندت المطلك لتحقيق أهدافها على أمل أن تمن عليه طهران بالرضا ليعود إلى العملية السياسية مرة أخرى. وفي 18/5/2010 التقى السيد المطلك بالسيد الكوثرائي بحضور عزت الشابندر، وكانت مطالب المطلك رفع الاجتثاث عنه ومنصب في الحكومة ؟؟ وفي المقابل ينفذ ما تريده إيران والمالكي منه. وبدأت الإملاءات الإيرانية على المطلك: 1. التخلي عن دعم مجاهدي خلق، والإسهام في تشتيت وتشريد سكان اشرف، وفي المقابل تضمن إيران دعم البابلية ودعم المطلك. 2. الإسهام في شق صف العراقية وإضعافها وتشويه قادتها. 3. التبرؤ من البعث وأدانته والتنديد بسياسته. وقد وافق المطلك على كل ما يريد الإيرانيون، فقد صرحت السيدة مريم زادة أن الحكومة العراقية منعت وصول الإمدادات الغذائية للأشهر الثلاثة الأخيرة في محاولة للضغط عليهم لمغادرة العراق وتسليم أنفسهم للسلطات الإيرانية. كما انه مارس خلال الفترة من مايس ولغاية شهر تشرين الثاني دورا في تفتيت العراقية، فكانت لقاءاته المستمرة بالشابندر والدباغ والأديب والعبادي في بغداد واربيل وعمان يراد منها الإيماء بان العراقية منقسمة؛ وأنها على وشك الاتفاق مع المالكي لتشكيل الحكومة، وكان لهذه اللقاءات أثر في تسويق تصريحات المالكي التي كان يطلقها في إطار الحرب النفسية ضد العراقية بأن 50 نائباً في العراقية قد أعلنوا دعمهم للمالكي . واليوم يمارس المطلك دوراً خبيثاً أخر في أظهار العراقية منقسمة على توزيع الوزارات والمناصب، فتارة يطرح نفسه نائباً لرئيس الجمهورية، وتارة أخرى يطرح (تميم) للتعليم، وأخيراً حيدر الملا للدفاع، وكأن العراقية عقيمة وعاقرة ليس فيها سوى صعاليك الحوار من العجم. وفي المحصلة المطلك لن يستلم أي منصب لأن المهمة الموكلة إليه هي مؤامرة على أهل السنة، فبعد أن يطعن برمزهم الذي ارتضوا التحالف معه، وبعد إقصاء الهاشمي لن يكون في الساحة سوى المطلك. ولكن هذا السيناريو قد أصبح واضحا لجميع العراقيين الذين صبروا كثيراً على استهتار المطلك بهم، وعلى اختيارهم لإخوانه وأبناء عمومته كمرشحين في مجلس النواب، ليعود مرة أخرى ويرشح أبناء عمومته الآخرين لمناصب وزارية. أقول سيناريو لأن المطلك هو الآخر ضحية لغباء اسود. فيكف سيواجه المطلك جمهوره بعد هذا المارثون المتهافت على المناصب، وماذا يقول المطلك للبعثيين الذين رفعوا شعارهم على جسد الشهداء : لما سلكنا الدرب كنا نعلمُ أن المشانق للعقيدة سُلَّمُ فلم تنصب للسيد المطلك مشنقة للتبرؤ من البعث، ولا الإعدام كما كان يفعل بالبعث وبالإسلاميين في ظل الحكومة الدكتاتورية. وماذا سيفعل المطلك بمنصب وزير الزراعة أو وزير المالية في حكومة يزكم الفساد فيها أنوف القاصي والداني!. إن وضع المطلك في هذا الموقف المذل والمهين هو بمثابة انتحار سياسي، يمكن القول إن إيران سلطته لتفتيت العراقية وتشويه علاوي والهاشمي، وفي الوقت نفسه يبدو المطلك مهزوزا وعميلا وجبانا ومتخاذلا في وسطه السني، فلا يقبله أحد رمزاً وقائدً، وبذلك يتحقق الهدف الإيراني في توظيف غباء المطلك وتهافته على السلطة لتدمير ركن مهم من أركان العملية السياسية، وهو وجود قوة سنية قادرة على تحقيق التوازن الذي انهار بعد احتلال العراق.
| |
|